أهلا بحضراتكم في أول مقال ليا بهذا الصرح الصحفى والمنبر الذى يحمل إسمآ عريقآ فى بلاط صاحبة الجلالة.. الحقيقة ولا اخفيكم سرا ان باب «اسمحلي أقولك» ببساطة هو باب للحوار، للكلمة اللي طالعة من القلب واتمنى توصل للقلب، للمساحة اللي اقدر اخاطب فيها حضراتكم بهدوء ومن غير تجمّل ولا رسميات.. اسمحلي أقولك… يعني اسمحلي نحكي ونفكر ونقرب من بعض شوية.
النهارده عايزاك تفكر معايا في موضوع بقى جزء من حياتنا من غير ما نحس: الذكاء الاصطناعي. يمكن الكلمة نفسها تبان كبيرة، لكن الحقيقة إنها دخلت كل بيت في مصر من غير ما تخبط على الباب او حتى تستأذن . من أول الموبايل اللي في إيدك، للبرامج اللي بنستخدمها، للتطبيقات اللي بقت بتسهل علينا حاجات كتير، لحد المدارس والشغل وأصغر التفاصيل اليومية.
وطبعاً الأرقام بتقول إن مصر ماشية بسرعة في الطريق ده. بدليل في 2025 وصل عدد مستخدمي الإنترنت عندنا لـ حوالي 96.3 مليون، وكمان عندنا أكتر من 50 مليون بيستخدموا السوشيال ميديا. وده مش رقم وخلاص… ده معناه إن المجتمع كله تقريبًا داخل في مرحلة جديدة، مرحلة التكنولوجيا اللي بقت جزء من النفس اللي بنتنفسه.
بس هنا بقى السؤال اللي لازم نقف عنده: هل الذكاء الاصطناعي فرصة؟ وللا خطر؟
اسمحلي أقولك… الموضوع فيه الجانبين.
من ناحية، هو فرصة كبيرة جداً لشباب مصر. فرصة يشتغلوا اشغال جديدة، يتعلموا مهارات مختلفة، يدخلوا مجالات كانت زمان مستحيلة أو بعيدة. الذكاء الاصطناعي ممكن يساعد في التعليم، في الصحة، في المشروعات الصغيرة، في الشغل الحر… يعني ممكن يفتح بيوت كتير ويوسّع آفاق أكتر.
لكن في نفس الوقت، لازم نعترف إن فيه خطر لو دخلنا المرحلة دي من غير وعي أو استعداد. لأن التكنولوجيا مش بترحم اللي مش جاهز. عندنا ناس كبيرة في السن، ناس تعليمها بسيط، ناس شغلها كله قائم على المجهود البدني… دول مستقبلهم هيكون فين؟ هل التكنولوجيا هتساعدهم؟ ولا هتبعدهم أكتر عن السوق؟
وفيه حقيقة تانية لازم نواجهها بكل هدوء: آه… فيه وظائف هتختفي. وده شيء بيحصل في العالم كله. لكن في المقابل، فيه وظائف جديدة بتظهر، ومحتاجين نعلم نفسنا وولادنا يشوفوها كويس ويركزا عليها
يعني الموضوع مش «فرصة ضد خطر»… الموضوع «وعي ضد خوف». لو اصبحنا مستعدين … هنكسب. لو سكتنا وفضلنا محلك سر … هنلاقي نفسنا في آخر الصف.
وده كان أول كلام في باب «اسمحلي أقولك». واسمحلي أقولك كمان… إن اللي جاي أعمق وأحلى وأقرب لقلوبكم. هنتكلم عن المجتمع، عن حياتنا اليومية، عن المواقف اللي بنشوفها كل يوم ومش بنقف عندها، وهنتكلم بصراحة… من غير تجميل ولا تطبيل.
استنّوني… لأن دى مجرد أول خطوة في مشوار كبير بيني وبينكم.
*حبة كراميل*
"السعادة أن تمتلك الرضا على كل أقدارك وتعيشها حامداً شاكراً"
من اقوال الأديب نجيب محفوظ:
إذا كان الماضي لا يستحق الحديث فلنصنع مستقبلاً يستحق أن يحكي